© شركة زادك فن الطهي 2024

زادك حول العالم – الهيل، الليمون الأسود، والكمون

أغسطس 7, 2025
زادك حول العالم – الهيل، الليمون الأسود، والكمون

النسخة العربية لغير المتحدثين بالإسبانية

كتابة: روزا دييز أورريستارازو
تاريخ النشر: 4 أغسطس 2025

ملخص المقاله الهيل والليمون الأسود 

الهوية تبدأ من المطبخ 

الطعام ليس مجرد ثقافة، بل هو أسلوب حياة يحمل في نكهاته ذكرياتنا، وتقاليدنا، واعتزازنا بجذورنا. لكن مع انتشار الوجبات السريعة والمنتجات المُعالجة، تواجه ثقافاتنا خطر فقدان هويتها الطهوية 

من  بلاد الباسك( اسبانيا)  إلى السعودية، استلهمت رانية معلا، رائحة طفولتها من دفء مطبخ والدتها، لتؤسس ، أول أكاديمية غير ربحية لفنون الطهي في السعودية، مستلهمة من تجربة مركز الباسك العالمي  لتعلليم فنون الطهي  

أكاديميه زادك لا تدرّب فقط نخبة الطهاة، بل تفتح أبوابها للجميع من خلال منح دراسية للجميع  و فتح وظائف و بناء جسور  وتبني جسورًا بين الثقافات من خلال التعاون والتبادل 

المقاله ذكرت ان الاعتقاد بان الافكار المبتكرة و البناءه تاي من الغرب و يجب ان نلتفت الى ثقافات و اعيه في السعوديه  

لأن الطهي إرثٌ وهوية.. وتعليمه مسؤولية 

#ZADK #رانية_معلا #فن_الطهي #المطبخ_السعودي #الهوية_الغذائية #BasqueCulinaryCenter #ثقافة_الطعام #طهاة_المستقبل 

المقاله كامله :  

ليست المسألة مجرد ثقافة، بل هي أسلوب حياة. من يتجاهل – أو الأسوأ من ذلك، لا يعرف – التقاليد ثقافه الطهي التي نشأ عليها أجداده، فهو يزدري هويته. ففن الطهو ليس مجرد طريقة للأكل، بل هو ناقل للذاكرة والتقاليد والفخر بمن نحن. ولهذا السبب، من المهم في أي ثقافة الحفاظ على جذور المطبخ كنوع من الثروة، وأن تتعلم الأجيال الجديدة حب أصول الأطباق وتلك النكهات التي بقيت محفورة في ذاكرتنا منذ الطفولة البعيدة. 

الانتشار المتزايد لمطاعم الوجبات السريعة وسلاسل الأطعمة المعالجة بشكل مفرط أصبح واقعاً لا يمكن إيقافه، وهو يهدد بمحو الهوية الطهوية لكل بلد. اليوم، أصبح طعم طبق المعكرونة أو البرغر أو شرائح السمك المقدمة في أي سلسلة عالمية متشابهاً في نيويورك أو مدريد أو الرياض. 

ومع ذلك، يمكن لمجتمعنا أن يفتخر بوضع المطبخ الباسكي في صدارة فنون الطهي العالمية. لدرجة أنه لم يتم فقط تصدير الطهاة إلى جميع أنحاء العالم، بل أصبحت المراكز الأكاديمية الباسكية نموذجاً تحتذي به دول بعيدة مثل المملكة العربية السعودية لإنشاء مدارسها الخاصة لفنون الطهي. 

وقد جاء إنشاء مركز الباسك للطهي نتيجة التزام استمر لسنوات من قبل طهاة ورؤى رأوا الحاجة إلى تأسيس مركز رفيع المستوى لا يُعلّم فيه الطهي فقط، بل يُفتح فيه الباب للبحث والابتكار. 

ولا أحد يشك في مصداقيته ومكانته في تدريب المهنيين النخبة. وهو ما لم يغب عن بال امرأة مجهولة زارت بلاد الباسك قبل عدة أعوام بدافع الفضول. متخفية تحت هالة من الغموض، تغطي رأسها بالحجاب، تأثرت رانية معلا – وهي فاعلة خير لا تهدأ – بحلم كان يراودها منذ زمن طويل، ورأت في مرافق “ميرامون” واقعاً يمكن تحقيقه. 

كانت هي، التي ارتبطت رائحة طفولتها بدفء مطبخ والدتها، قد وجدت هنا الإلهام الذي كانت تبحث عنه لتنشئ شيئاً مشابهاً في مدينة الخبر السعودية. تقول: “زيارتي إلى سان سيباستيان كانت أكثر من ملهمة، كانت المدينة المثالية التي يمكنك من خلالها تقدير الثقافة، وفن الطهو، والضيافة”. وتؤكد أن الطعام هو اللغة العالمية للبشرية. 

وبعد زيارتها لبلاد الباسك، أدركت أن ثقافتنا لم تكن بعيدة كثيراً عن ثقافتها. فكما نستخدم الثوم والبصل والبقدونس، فإن المطبخ السعودي يستخدم الهيل والليمون الأسود والكمون. 

اكتشفت أن كلا الثقافتين تتشاركان في الشغف بمطبخ الأجداد، وتعزيز جذور فنون الطهي القديمة. ومن هذه الرحلة وُلِدَ مشروع “زادك” – الأكاديمية النخبوية للطهي، حيث يتم تدريب أفضل الطهاة في المطبخ السعودي، كما يمكن للأشخاص من ذوي الدخل المحدود الالتحاق بها من خلال نظام المنح الدراسية. وهي مبادرة غير ربحية، استوحت مرجعيتها من المؤسسة الأكاديمية الباسكية، وكذلك المدرسة العليا للضيافة في بلباو (أرتشاندا). 

كما هو الحال هنا، فإن الطعام يشكل ركناً أساسياً في الحياة السعودية، فهو وسيلة استقبال الضيوف، والاحتفال بالمناسبات، وأيضاً وسيلة التعبير عن الحزن حول مائدة الطعام. ومن خلال أكاديمية زادك، تلتزم رانية معلا التزاماً عميقاً بإحياء المطبخ التقليدي، وتدريب طهاة قادرين على نقل ثقافة الطهي خارج الحدود، وذلك من خلال مدرسة مختلطة تجمع الفتيان والفتيات – وهو أمر جديد تماماً في السعودية. وهي تبني جسوراً مع الغرب من خلال اتفاقيات التعاون والتبادل الثقافي. 

لكن عمل هذه المدرسة السعودية لا يتوقف هنا. ففي سبتمبر المقبل، ستبدأ بتنفيذ مبادرة غير مسبوقة بالتعاون مع وزارتي التعليم والسياحة، لتقديم تدريب خاص للأمهات حول كيفية إعداد وجبات صحية لأطفالهن، بعيداً عن “الوجبات السريعة” المنتشرة. 

أحياناً، يغري البعض الاعتقاد بأن أكثر الأفكار ابتكاراً تأتي من الغرب. لكن هناك مناسبات لا يضير فيها أن نلتفت إلى ثقافات بعيدة، أيضاً واعية بقيمة فن الطهو وعاداتها الغذائية. في السعودية، وهي بلد يشعر بالقلق من تزايد معدلات السمنة، يرغب المسؤولون في معالجة هذه المشكلة منذ الطفولة، ومن خلال التعليم، عبر تدريب مخصص لهذا الغرض. 

ربما سيكون من المفيد – إلى جانب تشجيع الرياضة – أن تسعى وزارة التعليم في حكومة الباسك إلى تقديم تدريب في المدارس حتى يتعلم الأطفال من الصغر أهمية التغذية، ويحصلوا على مفاهيم أساسية في الطبخ. وكذلك دعوة الآباء والأمهات للحفاظ على جذور مطبخ “أموناس” – أحد أفضل الإرث للأجيال القادمة. 

تعلم الطهي مسألة إرادة. 

استفسر قدم الآن تحدث معنا